مقدمة
يشير مصطلح الجيل (Z) إلى جيل ما بعد الألفية، أي إلى الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1997 و2012. ورغم أنه الجيل الأصغر عمرًا، لكنه الجيل الأكثر قدرة على التعامل مع التطور التكنولوجي السريع، ويحظى بثقل ديموغرافي كبير؛ إذ استطاع أن يفرض نفسه وتوجهاته بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فيبلغ عدده نحو 2,4 مليار شخص، بنسبة 32% من إجمالي سكان العالم، الأمر الذي يجعله قادرًا ليس فقط على الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما أيضًا التأثير في العديد من المجالات.
بماذا يختلف الجيل (Z) عن الأجيال (X) و(Y)؟
عادة ما يطلق مصطلح الجيل على الأشخاص الذين وُلدوا وعاشوا في نفس الفترة والتي تمتد إلى 15 عامًا، وفد سبق الجيل (Z) عدة أجيال بالطبع، ولكن أبرزها الجيل (X) والجيل (Y).
أولويات الجيل (Z)
تشير الدراسات إلى أن أولويات الجيل (Z)هي: الحصول على راتب مرتفع، وإنشاء عائلة، وامتلاك منزل، أكثر من الجيل(Y) كما هو موضح بالشكل:
خصائص الجيل (Z) في بيئة العمل
يتميز هذا الجيل بأنه الأكثر تمحورًا من الناحية التكنولوجية، فهو الجيل الذي نشأ في وجود الهواتف الذكية والإنترنت، لذا سيكون هو الأكثر تمكّنًا أيضًا والقدرة على إنجاز المهمات وتحمل المسؤوليات، فهو جيل متعدد المهام، فضلًا عن كفاءته العالية من الناحية التقنية والتكنولوجية، بالإضافة إلى طموحه العالي ورغبته في الوصول إلى الوظائف القيادية. هناك عدد من أبناء هذا الجيل يميلون للوظائف الحرة، فهم رواد أعمال بالفطرة، ولا يرغبون في الوظائف التقليدية ذات عدد الساعات الطويل أو المحدد. فهم يستهدفون الوظائف التي توفر لهم بيئة عمل متطورة مع ساعات عمل مرنة وأجور مرتفعة. وفي المقابل، ترفض فئة كبيرة من هذا الجيل الوظائف التي تقدم لهم أجورًا منخفضة.
استخدامات الجيل (Z) لوسائل التواصل الاجتماعي
السمة الغالبة لهذا الجيل هي التغير في سبل التواصل والتفاعل سواء من خلال العالم الافتراضي والرسائل النصية بديلًا عن التواصل المباشر، أو من خلال الترويج للمنتجات؛ فقد أصبح التسوق الإلكتروني شيئًا أساسيًّا لا غنى عنه لهذا الجيل، لا سيما مع وجود وفرة في المنتجات المعروضة عبر الإنترنت، الأمر الذي أسهم في التخلِّي التدريجي عن التسوق العادي، وتعزيز الاتجاه نحو التسوق الإلكتروني.
مجالات العمل المفضلة للجيل (Z)
ووفقا للدراسات، فإن هذا الجيل يفضل العمل في مجالات ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب الآلي عن المجالات الأخرى، وفي الوقت الذي بلغ فيه جيل (Z) سن الرشد، فإن ذلك يُعد فرصة ملائمة لتوظيف المواهب الشابة التي تستطيع مواكبة أحدث التقنيات والأعراف الاجتماعية، خاصة بالنسبة للشركات التي تعمل في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي، سيتعين على هذه الشركات إيلاء مزيد من الاهتمام بأولويات جيل (Z) لتعظيم الاستفادة منه. وكذلك الأجيال القادمة التي من المرجّح أن تحذو حذو هذا الجيل.
عدد السعوديين الداخلين في قوة العمل من جيل رؤية المملكة 2030 “جيل Z“خلال الفترة (2020-2030م)
يعتبر شعب المملكة العربية السعودية من الشعوب الفتية؛ إذ إن فئة الشباب هي الأعلى من بين الفئات العمرية. ويطلق على الجيل Z في السعودية أسم جيل رؤية المملكة 2030، التي أطلقت في عام 2016م، وبناء على الإحصاءات السكانية للجيل Z في السعودية تم تقدير عدد الداخلين في قوة العمل من أبنائه خلال الفترة (2020-2030م)، كما هو موضح في الشكل أدنته.
وتستهدف الرؤية قطاع الشباب بالدرجة الأولى حيث يبرز تركيز وزارة العمل على إشراك اليد العاملة السعودية في جميع القطاعات العمالية إلى جانب توجه واضح لتشجيع ريادة الأعمال وزيادة جاذبية سوق، وتهدف مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية إلى إصلاح سوق العمل ورفع جاذبيته لاستقطاب المواهب وجذب للكفاءات العالمية. حيث تدرك رؤية المملكة 2030 أهمية المجتمع الفتي وقيمة معدل الأعمار المنخفض بسوق كبير وسريع النمو كالسوق السعودي، الذي يحتاج إلى يد عامله متمرسة لمواكبة التطور الحاصل على كل الأصعدة وللمساهمة في خفض نسبة البطالة، وتقوم وزارة العمل بالضغط بكل الاتجاهات لتجيز يد عاملة محلية قادرة على سد حاجة السوق، ولو جزئيا بهدف ثقل خبرات السعوديين وجعلهم منفتحون على كل الفرص العمالية عبر قوانين السعودة. ومع معرفتنا أن معظم العاملين في السوق السعودي هم من جيل الألفية (Millennial) وجيل زي (Generation Z) فعلى أصحاب القرار ومدراء الموارد البشرية في الشركات الاقتناع أن موضوع الرواتب وحده مهم، لكنه غير كافي في جذب والاحتفاظ بالمواهب في ظل حرب شرسة وسوق سريع النمو مع الأخذ بعين الاعتبار سياسة التطوير الأفقي التي تقوم به المملكة ونمط التطوير المستدام والانفتاح الاقتصادي.
خاتمة
يساهم تصنيف الأجيال في إدراك الفروقات في الفكر والقيم واحتياجات سوق العمل وتبعات بناء المؤسسات الأسرية ونسبة الفجوة الثقافية والاقتصادية بين الجنسين وبين الأجيال. فأبناء الجيل Z هم اللبنة لما يسمى بالتحول الرقمي أو الرقمنة، فهم الأكثر ذكاءً من الناحية التقنية منذ النشأة، وهم رواد أعمال بالفطرة، وأكثر شجاعة وإقدامًا وقدرة على المخاطرة، فضلًا عن كونهم أكثر انفتاحًا واطلاعًا على مختلف الثقافات وأنماط الحياة. وهذه الإيجابيات إذا ما تم توظيفها وإدارتها بشكل فعَّال، يستطيع أبناء هذا الجيل تحقيق نجاح كبير في العديد من المجالات.
المصادر