مقدمة:
أصبح التسويقُ في السنوات الأخيرة جزءًا لا يتجزَّأ من أنشطة مِنصَّات التواصُل الاجتماعي، ويكاد يكون من المستحيل المرورُ بالمِنصَّات الاجتماعية دون رؤية نوعٍ من أنواع “التسويق المؤثِّر” Influencer Marketing، سواءٌ كان التسويقُ في صورة منشورات تقليدية، أو قصص إنستغرام، أو مقاطع مصوَّرة (فيديو).
وقد أصدر موقعُ “Influencer Marketing Hub” المتخصِّص في دراسات التسويق المتَّصلة بحسابات المؤثِّرين، تقريرًا بشأن قياس أداء “التسويق المؤثِّر” لهذا العام 2022م، يُلقي نظرةً عميقة على صناعة التسويق المؤثِّر، ويلخِّص أفكار أكثر من ألفَي وكالة تسويق وعلامة تجارية، وغيرها من آراء المتخصِّصين ذوي الصِّلة بالموضوع. إضافةً إلى نتائج الاستطلاع التي أجراها الموقعُ بشأن التسويق المؤثِّر، وتوقُّعات المتخصِّصين لمستقبله.
منهجية المسح:
استند التقريرُ إلى استطلاع أُجريَ على عيِّنة تزيد قليلًا على ألفَي شخص من العاملين في مجال التسويق، ومن العاملين لدى العلامات التجارية، وجاء توزيعُ العيِّنة على النحو الآتي:
39% ممثِّلون لعلامات تجارية، و31% ممثِّلون لوكالات التسويق (ومنها الوكالاتُ المتخصِّصة في التسويق المؤثِّر)، و3% ممثِّلون لوكالات العَلاقات العامَّة، و27% ممثِّلون لعاملين في وظائفَ أُخرى (تشمل مجموعةً واسعة من المهن والقِطاعات).
ارتفع نصيبُ “قِطاعات أُخرى” بنحو 10% عن استطلاع العام الماضي 2021م، ممَّا يشير إلى أن التسويق المؤثِّر لم يعُد مناسبًا لبعض المجالات الضيِّقة فقط.

أبرز ملامح التسويق المؤثِّر
• من المتوقَّع أن تنموَ صناعةُ التسويق المؤثِّر إلى نحو 16.4 مليار دولار في عام 2022م، بزيادة مقدارها 19% عن العام الماضي 2021م الذي سجَّلَت فيه تلك الصناعةُ نموًّا بلغ 13.8 مليار دولار.
• ربحت المنصَّاتُ المتخصِّصة في التسويق عبر المؤثِّرينInfluencer Marketing” ” أكثرَ من 800 مليون دولار في عام 2021م، وهو مؤشِّر على النموِّ الكبير لهذه الصناعة.
• ارتفع العددُ العالمي لعُروض الخِدْمات المتعلِّقة بالتسويق المؤثِّر والشركات العاملة فيها بنسبة 26% في عام 2021م، ليصل إلى 18900 شركة تقدِّم خِدْمات التسويق المؤثِّر. وكان النموُّ الأعلى في الولايات المتحدة، التي شهدت زيادةً بنسبة 30%. ومن أبرز تلك الشركات:
– “Grin” التي حقَّقَت أرباحًا مقدارها (126 مليون دولار)،
– “Mavrck” (120 مليون دولار)،
– “CreatorIQ” (40 مليون دولار)،
– “Tagger Media” (23.5 مليون دولار)
– “LTK” (300 مليون دولار).
• تراجعَ احتيالُ المؤثِّرين على إنستغرام Instagram في السنوات القليلة الماضية، ولا يزال 49% من حسابات المؤثِّرين Instagram Influencer متأثِّرة بالاحتيال في عام 2021م.
• يعتزم أكثرُ من 75% من مسوِّقي العلامات التجارية تخصيصَ ميزانية للتسويق المؤثِّر في عام 2022م.
• استخدامُ أدوات حظر الإعلانات كان من العوامل التي أدَّت إلى نموِّ صناعة التسويق عبر المؤثِّرين نموًّا كبيرًا، بزيادة قُدِّرت بنحو 9% سنويًّا، مع تجاوز متوسِّط معدَّل حظر إعلانات سطح المكتب العالمي 43%.
• 54% من الشركات التي تعمل مع المؤثِّرين تدير متاجر للتجارة الإلكترونية.
• شهد عام 2021 زيادة ملحوظة في العلامات التجارية التي تدفع أموالًا للمؤثِّرين، ويوجد الآن انقسام متساوٍ بين أسلوب الدفع النقدي وتلقي منتجات مجانية.
• Zara : هي العلامةُ التجارية الأكثر انتشارًا على مِنصَّة Instagram ، لديها قرابة 2،074،000،000.
• Netflix: هي العلامةُ التجارية الأكثر متابعةً على مِنصَّة TikTok في عام 2021م.
• يخطِّط نحو 68% من جهات التسويق لزيادة إنفاقها على التسويق عبر المؤثِّرين في عام 2022م.
• بلغ مُستخدِمو (إنستغرام) نحو 80% من العلامات التجارية المشاركة في التسويق المؤثِّر، وهي المِنصَّة المفضَّلة لحمَلات التسويق المؤثِّر، فبعد انخفاض ملحوظٍ في استخدام إنستغرام في التسويق إلى 68% عام 2020م، زادت شعبيةُ المنصَّة على مدار عام 2021م.
• جاء (تيك توك) في المركز الثاني بنسبة 46%، يليه (فيسبوك) بنسبة 50% وهو يتمتَّع بشعبية خاصَّة لدى الجماهير الأكبر سنًّا، ثم في المرتبة الرابعة (يوتيوب) بنسبة 44%.
• قيمةُ مبيعات التجارة الاجتماعية المتوقَّعة في عام 2022م تُقدَّر بنحو 958 مليار دولار، ففي يوم واحدٍ فقط في أكتوبر 2021م باعَ اثنان من كبار مقدِّمي خِدْمات البثِّ المباشر في الصين، وهما “Li Jiaqi” و”Viya”، سِلعًا بقيمة 3 مليارات دولار. وهذا يبلغ قُرابة ثلاثة أضعاف متوسِّط مبيعات أمازون اليومية. ومن المرجَّح أن تمثِّلَ التجارة الاجتماعية 17% من إجماليِّ إنفاق التجارة الإلكترونية بحلول عام 2025م.
• من المتوقَّع أن يصلَ حجمُ السوق الاقتصادية لمنشئ المحتوى إلى 104 مليارات دولار أمريكي في عام 2022م.
• أكثر من 50 مليون شخص في العالم يَعُدُّون أنفسَهم منشئي محتوى.
إحصائيات لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي:
يُعنى هذا القسمُ بإبراز الإحصائيَّات المختصَّة بنوع الأشخاص الأكثر احتمالًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فعندما يرغب المعلنُ في البحث عن مؤثِّرين لترويج علامته التجارية، فإنه يهتمُّ بالمؤثِّرين الذين لديهم متابعون مهتمُّون بالمنتجات أو الخِدْمات.
وتشير الإحصائيَّات إلى أن غالبية متابعي إنستغرام (Instagram) ممَّن تتراوح أعمارُهم بين 25 و34 عامًا، يليهم الأشخاصُ الذين تتراوح أعمارُهم بين 18 و24 عامًا. والإناثُ يستخدِمنَ إنستغرام أكثرَ من الذكور.
ولعلَّ إحدى مفاجآت هذه الإحصائية أن الفئة العمرية لمن هم فوق 35 عامًا، يستخدم الذكورُ الأكبر سنًّا منهم إنستغرام أكثر من الإناث.

- مِنصَّة تيك توك (TikTok) استحوذَت جدًّا على الجيل Z (مواليد منتصف عِقد التسعينيَّات إلى نهاية عِقد الألفين). لذلك فإن التسويق لـ Gen Z (الإناث على الأقل)، يوجب البحثَ عن المؤثِّرين في تيك توك الذين يمكن الشراكةُ معهم.
- هناك تحيُّز نسائي واضح لـ تيك توك، للأعمار ما بين 24 عامًا وما دونها. ومع ذلك، فإن الأمور أكثرُ توازنًا لمستخدمي Millennial” تيك توك” مع هيمنة الذكور هيمنةً كبيرة.

- يفوق عددُ مستخدمي يوتيوب من الذكور عددَ الإناث، في الفئات العُمرية الأكبر سنًّا.
- في بعض الأحيان يكون يوتيوب أكثرَ سلبيةً من إنستغرام أو تيك توك. وغالبًا ما تُضبَط مقاطعُ (فيديو) يوتيوب بالطريقة نفسِها التي تُستخدَم في التلفزة التقليدية. ومع أن بعض الأشخاص يرغبون في التعليق على مقاطع الفيديو التي يحبُّونها أو يكرهونها. وهذا الاتجاه واضحٌ صَراحةً لدى جيل الألفية (الفئة العُمرية المحبوبة على إنستغرام).
- يبلغ جيلُ الألفية الذكور قُرابة خُمس مشاهدي يوتيوب، أي أكثر من ضِعف نظرائهم من الإناث.

الخاتمة:
يمكننا القولُ بناءً على ما تقدَّم: إن التسويق عبر المؤثِّرين أصبح ركنًا أساسيًّا من أركان إستراتيجيات التسويق، ولا سيَّما في مِنصَّات التواصُل الاجتماعي، إذ تزداد معدَّلات الاعتماد على هؤلاء المؤثِّرين ارتفاعًا في خُطط التسويق الخاصَّة بالشركات والعلامات التجارية، ممَّا يُكسِبهم مزيدًا من العُملاء، ويرفع من مستوى المبيعات.