مؤشرات التطور الرقمي لعام 2021م حقائق وأرقام
مقدمة:
تُعنى سلسلةُ (حقائق وأرقام) التي يصدرها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)* سنويًا، بإبراز الجوانب المختلفة، والطبيعة المتطوِّرة للفجوة الرَّقْمية، وترصُد التقدُّمَ المحرَز في سدِّها. وهي لَبِنةٌ في صَرح الجهود المبذولة لوضع التنمية الرَّقْمية على رأس جداول أعمال صانعي السياسات ومجتمع التنمية. وقد تضمَّن الإصدارُ الجديد من سلسلة (حقائق وأرقام) حول مؤشرات التطور الرقمي لعام 2021م، التقويمَ العالمي السنوي للتواصل الرَّقْمي، المشتمل على تقديرات مؤشرات الاتصال الرئيسة، في مناطق العالم المختلفة، وعدد من مجموعات البلدان، ومنها أقلُّ البلدان نموًّا بحسَب الأمم المتحدة.
*الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) هو وكالةُ الأمم المتحدة المتخصِّصة بمجال تِقنية المعلومات والاتصالات، التي تقود عجلةَ الابتكار في هذا المجال، مع 193 دولةً من الدول الأعضاء في المنظمة الأممية. وهو الهيئة الدَّولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف التردُّدات، وتعزيز التعاون الدَّولي في تخصيص المدارات الفضائية، وتحسين البنية التحتية للاتصالات في العالم النامي، ووضع معايير عالمية لكفالة التوصيل البيني السَّلِس لمجموعة واسعة من أنظمة الاتصالات.
استخدام الإنترنت
تُظهر بياناتُ التقرير أن الإقبال على شبكة الإنترنت زاد في أثناء جائحة كورونا (كوفيد 19) في عام 2019م، فكان عددُ مستخدميها 4.1 مليار شخص (54% من سكَّان العالم)، وارتفع عددُهم في عام 2021م بمقدار 782 مليونًا، ليصل إلى 4.9 مليار شخص (63% من سكَّان العالم). وفي العام الأول للوباء 2020م نما عددُ مستخدمي الإنترنت بنسبة 10.2%، وهي أكبرُ زيادة في عِقد من الزمن. في حين لا يزال قرابةُ 2.9 مليار شخص لا يستخدمون الإنترنت، يعيش 96% منهم في البلدان النامية، وهم يواجهون حواجزَ شتَّى، من ذلك نقصُ الوصول؛ إذ نحو 390 مليون شخص لا تشملهم (لا تصل إليهم) إشارةُ النطاق العريض للأجهزة المحمولة.
وبين عامي 2019 و2021 قفزَ استخدامُ الإنترنت في إفريقيا ومِنطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 23% و24% على التوالي، وفي المدَّة نفسها زاد عددُ مستخدمي الإنترنت في أقلِّ البلدان نموًّا بنسبة 20%. وأسهم ذلك في تضييقٍ يسير للفَجوة بين أكثر بلدان العالم وأقلِّها اتصالًا؛ على سبيل المثال: انتقلت الفجوةُ بين الاقتصادات المتقدِّمة وأقلِّ البلدان نموًّا من 66 نقطة مئوية في عام 2017 إلى 63 نقطة مئوية في عام 2021م.
التكافؤ بين الجنسين
على الصَّعيد العالمي، وفي عام 2020م كان 62% من الرجال يستخدمون الإنترنت، في حين بلغت نسبةُ النساء المستخدمات للإنترنت 57%. ويُعَدُّ التكافؤ بين الجنسين محقَّقًا عندما تكون درجةُ التكافؤ بين الجنسين (وهي النسبةُ المئوية للإناث مقسومةً على النسبة المئوية للذكور) بين 0.98 و1.02، في جميع المناطق، وبذلك نرى ضيقَ فجوة استعمال الإنترنت بين الجنسين في السنوات الأخيرة. فقد تحسَّنت درجةُ التكافؤ العالمية بين الجنسين من 0.89 في 2018م إلى 0.92 في 2020م.
وتمَّ تحقيق التكافؤ في البلدان المتقدِّمة جميعًا وفي الأمريكتين، وجرى تحقيق التكافؤ تقريبًا (درجة التكافؤ بين 0.95 و0.98) في منطقة الكومنولث؛ الدول المستقلَّة (CIS) والدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS) وأوروبا. ولا تزال الفجوةُ واسعةً في أقلِّ البلدان نموًّا؛ إذ تستخدم 19% فقط من النساء الإنترنت (12 نقطة مئوية أقلَّ من الرجال)، وفي البلدان النامية غير الساحلية (27% من النساء مقابل 38% من الرجال)، وفي إفريقيا (24% مقابل 35%)، وفي الدول العربية (56% مقابل 68%).

إقبال الشباب
في عام 2020م كان 71% من شباب العالم (الذين تتراوح أعمارُهم بين 15 و24 عامًا) يستخدمون الإنترنت، في حين نسبةُ مستخدمي الإنترنت من الفئات العمرية الأُخرى 57%. وعلى المستوى العالمي، كان الشبابُ أكثر احتمالًا لاستعمال النت بنسبة 1.24 مرَّة من بقيَّة السكَّان، وفي البلدان المتقدِّمة (حيث 90% من السكَّان متصلون بالإنترنت) كانت النسبة صغيرة 1.14، وبلغ في البلدان النامية 1.32، وفي أقلِّ البلدان نموًّا 1.53، وفي إفريقيا كانت النسبة 1.47، وفي آسيا والمحيط الهادئ كانت 1.35.
ويبشِّر الإقبالُ الكبير من الشباب بالخير فيما يتعلَّق بالاتصال في المناطق التي تميل فيها الملامح السكَّانية (الديموغرافية) نحو الشباب، مثل أقلِّ البلدان نموًّا؛ إذ يقلُّ عمر نصف السكَّان عن 20 عامًا. وهذا يعني أن القوى العاملة ستصبح أكثر ارتباطًا وذكاءً في التِّقنية، مع انضمام جيل الشباب إلى صفوفها. وهذا من شأنه أن يحسِّنَ آفاقَ التنمية في هذه المناطق.

بين المدن والريف
من المرجَّح عالميًّا أن يستخدمَ الناسُ في المناطق الحضرية (المدن) الإنترنت مرَّتين أكثرَ من أولئك في المناطق الريفية. والفجوةُ بين الصِّنفين في إفريقيا أكبر؛ فإن نصف سكَّان الحضر يستخدمون الإنترنت، في حين لا يزيد المستخدمون للنت في الأرياف على 15%. وفي أقلِّ البلدان نموًّا، يُرجَّح أن يستخدم سكَّان الحضر الإنترنت بمقدار أربعة أضعاف احتمال استخدام سكَّان الريف (47% مقابل 13%). ومعدَّل الاتصال في الاقتصادات المتقدِّمة في المناطق الحضرية 89% أعلى بأربع نِقاط مئوية فقط عمَّا هو عليه في المناطق الريفية.
وتهدِفُ لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض من أجل التنمية المستدامة، إلى جعل أسعار النطاق العريض ميسورةَ التكلِفة في البلدان النامية بحلول عام 2025م، أي أن تكون القدرةُ على تحمُّل التكاليف تيسِّر الوصولَ إلى النطاق العريض بسعر أقلَّ من 2% من الدخل القومي الإجمالي الشهري للفرد. ومع بقاء أربع سنوات فقط على الوصول إلى هذا الهدف، تظلُّ الأسعار باهظةً في أجزاءٍ كثيرة من العالم؛ فإن النطاق العريض المتنقِّل لا يزال أقلَّ من نصف الاقتصادات التي جمعَ الاتحاد بياناتها في عام 2020م أقلَّ من الهدف (84 من 195).
أمَّا النطاقُ العريض الثابت، فهو أكثر من النصف، 56% في أقلِّ البلدان نموًّا. وعلى حين ينخفض متوسِّط سعر النطاق العريض للمبتدئين، فإنه لا يزال يفوقُ قدُرات المستهلك العادي في جميع البلدان الأقل نموًّا (43 دولة) التي يمكن الحصولُ على بيانات بشأنها، باستثناء 4 بلدان منها. ومن بين 33 دولةً تتوافرُ عنها بيانات، حقَّق بلدٌ واحد فقط بلوغ الهدف 2%.

مهارات تقنية المعلومات
- تظلُّ تنمية مهارات تِقنية المعلومات والاتصالات حاسمةً لربط غير المتصلين بالإنترنت، وغالبًا ما تُذكَر المهاراتُ غير الكافية على أنها عائقٌ أمام الاتصال الهادف.
- نظرًا لأن الإبلاغ الذاتي عن مهارات تِقنية المعلومات والاتصالات للأفراد قد يكون غيرَ موضوعي، يجري قياسُ تلك المهارات بناءً على ما إذا كان الفردُ قد مارس حديثًا أنشطةً تتطلَّب مستوياتٍ مختلفةً من المهارة.
- في 40% من البلدان التي تتوفَّر عنها بيانات، أفاد أقلُّ من 40% من الأفراد بأنهم مارسوا أحدَ الأنشطة التي تشمَلُ المهارات الأساسية، مثل: إرسال بريد إلكتروني مع مُرفَق، في الأشهر الثلاثة السابقة.
- في 23% فقط من البلدان أفاد أكثرُ من 60% من الأفراد بممارسة أحد أنشطة المهارات الأساسية.
أمَّا مكوِّناتُ المهارات القياسية، مثل: إنشاء عَرض شرائح إلكتروني، فقد استخدمها في قُرابة 70% من البلدان، أقلُّ من 40% من الأفراد في ذلك الوقت.
- في 3 دول فقط من 76 دولةً تتوافرُ عنها بيانات، أفاد أكثرُ من 60% من الأفراد أنهم مارسوا بعضَ هذه الأنشطة.
- أفاد 15% فقط من البلدان التي لديها أكثرُ من 10% من الأفراد، أنهم كتبوا برنامجًا حاسوبيًّا باستخدام لغة برمجة متخصِّصة في ذلك الوقت.
- تُظهر البيانات المتاحة اختلافاتٍ كبيرةً في مستويات المهارة بين الفئات العُمرية وبين المِهَن، ولكنَّ الاختلافاتِ أصغرَ نسبيًّا بين الرجال والنساء، ولا سيَّما ذوي الأعمار الأصغر.
- وصلَ استخدامُ النطاق التردُّدي الدَّولي في عام 2021م إلى إجماليِّ 932 تيرا بت/ثانية، في جميع أنحاء العالم، بزيادةٍ مقدارُها 30%؛ إذ كانت عام 2020م، 719 تيرا بت/ثانية. يمثِّل هذا زيادةً بنسبة 30%، ويأتي بعد زيادةٍ مماثلة لتلك التي حدثت في العام السابق.
- أعلى إجماليٍّ إقليمي لاستخدام النطاق التردُّدي الدَّولي هو في مِنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بأكثرَ من (400Tbit/s)، أي نحو ضعفِ ما هو عليه في أوروبا (204 Tbit/s) أو الأمريكتين (180 Tbit/s).
- بالنظر إلى المستخدمين، تتصدَّر أوروبا مناطق العالم بمعدَّل 340 كيلوبت/ثانية لكلِّ مستخدم إنترنت، تليها الأمريكتان بمعدَّل 214 كيلوبت/ثانية، فالدول العربية بمعدَّل 174 كيلوبت/ثانية. وهي المرَّة الأولى التي يتصدَّر فيها الرَّقْم لكلِّ مستخدم في الدول العربية أعلى ممَّا هي عليه في مِنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
- يُترجَم استخدامُ النطاق التردُّدي الدَّولي في أقلِّ البلدان نموًّا إلى 34 كيلوبت/ثانية فقط لكلِّ مستخدم للإنترنت، وهو تناقضٌ شديد مع البلدان النامية والمتقدِّمة (144 كيلوبت/ثانية، و296 كيلوبت/ثانية، على التوالي).

الخاتمة
يستمر عرض النطاق الترددي الدولي في النمو بقوة، حيث وصل استخدام النطاق الترددي الدولي في عام 2021 إلى إجمالي 932 تيرا بت/ثانية في جميع أنحاء العالم، بنسبة زيادة 30%، ويأتي أعلى إجمالي إقليمي لاستخدام النطاق الترددي الدولي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكثر من (400 Tbit / s)، أي ضعف ما هو عليه في أوربا (204 Tbit / s) أو الأمريكيتين (180 Tbit / s). وعلى أساس كل مستخدم، تتصدر أوربا، بمعدل 340 كيلوبت/ثانية لكل مستخدم إنترنت، تليها الأمريكيتان بمعدل 214 كيلوبت/ثانية والدول العربية بمعدل 174 كيلوبت/ثانية (وهي المرة الأولى التي يتصدر فيها الرقم لكل مستخدم في الدول العربية أعلى مما هي عليه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ). يُترجم استخدام النطاق الترددي الدولي في أقل البلدان نمواً إلى 34 كيلوبت/ثانية فقط لكل مستخدم للإنترنت، وهو تناقض حاد مع البلدان النامية والمتقدمة (144 كيلوبت/ثانية و296 كيلوبت/ثانية، على التوالي).
وتظل تنمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قضية حاسمة لربط غير المتصلين، حيث غالبًا ما يتم ذكر المهارات غير الكافية كعائق أمام الاتصال الهادف. ويتم قياس مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بناءً على ما إذا كان الفرد قد قام مؤخرًا بأنشطة معينة تتطلب مستويات مختلفة من المهارة. ففي 40% من البلدان التي تتوفر عنها بيانات، أفاد أقل من 40% من الأفراد بأنهم نفذوا أحد الأنشطة التي تشمل المهارات الأساسية، مثل إرسال بريد إلكتروني مع مرفق. أما بالنسبة لمكونات المهارات القياسية، مثل إنشاء عرض شرائح إلكتروني، فقد استخدمها في حوالي 70% من البلدان أقل من 40% من الأفراد في ذلك الوقت. أخيرًا، أفاد 15% فقط من البلدان بأن أكثر من 10% من الأفراد كتبوا برنامج كمبيوتر باستخدام لغة برمجة متخصصة في ذلك الوقت. تُظهر البيانات المتاحة اختلافات كبيرة في مستويات المهارة بين الفئات العمرية وبين المهن، ولكن الاختلافات أصغر نسبيًا بين الرجال والنساء، خاصة في الأعمار الأصغر.